مستشارك القانونى بسلطنة عمان الأستاذ مصطفى رفعت : الذي لا يطور من نفسة لا يستمر

 فيه فيلم لازم كل موظف فى أي شركة يشوفه... الفيلم من ٢٠١٠ بس انا كنت اول مرة اشوفه من كام يوم...

الفيلم باختصار هو قصة موظف... أو بالأصح مجموعة موظفين.... فى شركة كبيرة بتتكلم فى مليار دولار.... شركة عملاقة شغالة فى كذا حاجة....بناء سفن ومقاولات وتجارة وحاجات كتير...

بطل الفيلم شغال موظف فى منصب كبير فى الشركة... نظام الناس اللي بتحط الخطة الإستراتيكية فى الأيام البتنجانية (مش بقلل من الناس دي بس القافية حكمت)....وبتقبض أرقام كبيرة....  ٣٧ سنة.... بيت شيك...مرتب كبير... عربية بورش.... بدلة شياكة كل يوم....مكتب  شيك... من الآخر  الحياة المثالية لأي موظف فى الدنيا... مرتاح ومش شاغل باله بحاجة...

فكرة الفيلم أصلا انه بيحصل هبوط جامد فى أسهم الشركة فى البورصة ايام الأزمة العالمية....وصاحب الشركة بيلجأ كالعادة انه يسرح شوية موظفين عشان يقلل النفقات....فى حين انه فى نفس السنة كسبان ملايين الدولارات... بس البيزنس يحكم.

 طبعا صاحبنا مش شاغل باله ماهو من المقربين للإدارة وأكيد مش حيمشوه... المهم الشركة مشت حوالي ٥٠٠٠ واحد وكان منهم هو... وبعديه بشوية مشت عدد تاني كان منهم مدير كبير عنده ٦٠ سنة قضى حياته كلها فى الشركة من أيام ما كان شغال لحام بينزل يلحم جوه ماسورة بال ٨ ساعات.... ده انتحر. فعليا انتحر... قتل نفسه من القهرة.

مديره المباشر كان أول واحد فى الشركة ويعتبر شريك فيها (له أسهم فيها) وتربطه علاقة صداقة قديمة وقوية جدا بصاحب الشركة....من الآخر هو اللي بنى الشركة مع صاحبها من أيام ما كانت ورشة صغيرة....بس فشل فى انه يحافظ عليه وميخليهوش يمشي....

صاحبنا راح يدور على شغل فى شركات كتير.... وقعد ايام...واسابيع...و شهور يقدم.... ومحدش يرد عليه.... وهو كان متخيل انه الشركات حتتهافت عليه عشان اسمه اللامع.... بس محصلش.

اخو مراته كان شغال مع نفسه بيشطب بيوت وعنده نفرين تلاتة عامل بيهم شركة صغيرة.... لما عرف انه اترفد عرض عليه ييجي يساعده اتريق عليه وقاله اه واجي اركب حيطان واشيل خشب ومونة ؟؟؟ .... 

فضل كده شهور وشهور...لحد ما اضطر يبيع عربيته البورش....وبيته الشيك...ويروح بمراته وعياله يقعد عند ابوه وأمه... وفشلت جميع محاولاته انه يلاقى شغل حتى بنص المرتب اللي كان بيقبضه... خسر كل حاجة حرفيا.

اضطر يروح لجوز اخته اللي كان بيتنك عليه وهو مكسور وقاله انا محتاج اشتغل....وفعلا الراجل شغله... مع انه كان فاشل ولا نافع حتى يطلع الخشب على السلم.... جوز اخته كان بيتريأ عليه برضه ويقوله صعب الشيل هاه ؟!! تقيلة... أتقل من انك تنقل ال report  من ال inbox لل outbox مش كده ؟؟!!

بعد عذاب وعذاب اكتشف ان اخو مراته ده اصلا اضطر يخسر فى الشغلانة دي عشان يخليه يشتغل معاه.... ويوفر شغل للعمال اللي معاه....مع انه كان موسم الشتا... (الشتا فى البلاد السقعة معظم الشغل خصوصا البناء بيقف... والعمال بتقعد فى بيتها من غير فلوس لحد ما الجو يبقى مناسب).... وكان بيديله فلوس اكتر من الطبيعي عشان عارف ظروفه... فى حين ان مديره الكبير المليونير اللي كان بيدافع عنه اصلا الشركة برضه باعته واترفد هو كمان ومبقاش عارف يعمل ايه...

الفيلم ده بيبين قد ايه الموظف الى مش بيطور من نفسه بيفشل...وهو فاكر انه جامد قوي وفظيع ومحصلش...خصوصا اللي شغالين فى شركات كبيرة...

لو مطورتش من نفسك واتعلمت حاجات جديدة ومهارات جديدة وانت موظف حييجي عليك يوم تلاقي نفسك خسرت...

مفيش شركة حتيجي على مصلحتها عشان خاطر اي حد من الموظفين... حتى لو كان اكبر واحد سنا أو مقاما.... فى الآخر هو موظف.

وقت المشكلة مش حينفعك غير امكانياتك الفعلية.... يعني من الآخر انت بتعرف تعمل ايه... لا تاريخك فى الشركة...ولا علاقاتك... ولا فلوسك.... ياما ناس عندها كل ده بس على أرض الواقع متعرفش الألف من كوز الدرة....

انا في شغلي حضرت بنفسي الموقف ده لما شركتي اللي كنت باشتغل فيها فى ٢٠١٣ (وهي من الشركات الكبيرة جدا) مشت اكتر من ١٠٠ واحد من فرع مصر بس.... كده فى يوم وليلة  ومن غير أي انذار ... اللي هو المعلم مبسوط منك قوي وبيقولك سلم اللابتوب ومتجيش بكرة...

ساعتها شفت القهرة فى عيون اللي مشوهم...ناس كبيرة وشباب ورجالة وستات وناس بقالها ٢٠ و٢٥ سنة فى الشركة....حظي  مكنتش منهم بس قررت اني مش حكمل حياتي موظف... ولا فى الشركة دي ولا فى غيرها... وفعلا بعدها بسنة سبت حياة الوظيفة تماما... وانطلقت اجرب واخبط فى الدنيا يمين وشمال.... والحمد لله ان انا عملت كده....

اللي اتعلمته فى ال ٤ سنين دول متهيألي مفيش موظف ابدا ممكن يتعلمه فى ٣٠ سنة.

اتعلمت ان محدش حيفيدك بعد ربنا غير امكانياتك... ودماغك ودراعك.... مش الشركة ومش الوظيفة.

الشركة عايزاك تعمل حاجة معينة وبس... فى مقابل انهم يشيلوا بدالك احساس ياترى فى فلوس آخر الشهر ولا لأ ؟؟... ويحسسوك ان انت فظيع ومحصلتش... وانت فى الحقيقة فعلا فظيع وتجنن بس فى الشركة دي بس... انما فى أي حته تانية حتلاقى نفسك بطيخة.

هو بيضمنلك تاخد فلوس آخر الشهر وبيكسب من ورا انك تدفن امكانياتك واحلامك وتبقى متشعلق فيه وبس.... فيعرف يستفيد بيك زي ما هو عايز...

اتوظف ...واشتغل وكافح....وجرب شركات كبيرة وصغيرة.... بس إوعى تنسى تطور نفسك... ومتركنش على الوظيفة قوي... لأن مفيش حاجة مضمونة.... ومتثقش قوي فى علاقاتك....

ياما ناس كنت فاكرها جدعة وطلعت بلح... وناس مكنتش بتطيقها وطلعوا جدعان.

#the_company_men

منقول